بين هدنة لا تزال الإدارة الأميركية تسعى إليها في غزة، وهدنة أخرى يراد تحريكها في لبنان بموافقة ضمنية من فريق الرئيس الجديد دونالد ترامب، ظل الأمر أمس في حدود الكلام، لكن يتوقع وصول المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى المنطقة في الأيام المقبلة، وسط احتمال بأن يكون وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، حمل إلى واشنطن اقتراحات جديدة فيما يتعلق بشروط وقف إطلاق النار في لبنان، أما الاتصالات في شأن غزة فاصطدمت بعراقيل إضافية.
وفي انتظار أي تقدم، تستمر المواجهات في شمال غزة وجنوب لبنان، مع تسجيل إسرائيل أمس مجازر عدة في لبنان كما في جباليا، وكانت غالبية ضحاياها من المدنيين.
وبعد أنباء متداولة عن طلب أميركي من قطر بطرد قياديي حركة حماس من الدوحة، أعلنت قطر رسميا تعليق جهود الوساطة التي تقوم بها إلى جانب الولايات المتحدة ومصر.
وقال الناطق باسم الخارجية إنها أخطرت بذلك الأطراف قبل عشرة أيام أثناء المحاولات الأخيرة للتوصل إلى اتفاق، وستستأنف تلك الجهود عند توافر الجدية اللازمة لإنهاء الحرب.
وفهم أن الدوحة تلوم حماس وإسرائيل معا على فشل المفاوضات، إلا أن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، قال أمس إن حماس تحديدا وليست إسرائيل، هي التي تعرقل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
ورغم عدم نفي الطلب الأميركي بإغلاق مكتب حماس، فإن الدوحة اعتبرت أنه طالما هناك رفض للتفاوض بحسن نية، فإنها لن تتمكن من الاستمرار في الوساطة، ونتيجة لذلك لم يعد المكتب السياسي لحماس يخدم الغرض منه.
ولكن بعيدا عن الإعلام، تفضل الأطراف جميعا أن تبقى حماس في الدوحة، طالما أن وجودها يوفر قناة اتصال حيوية مع الذين يحتجزون الرهائن الإسرائيليين في غزة، إذ أن انتقالها إلى أي بلد أخر سيجعل التفاوض أكثر تعقيدا.
في غضون ذلك، حاول الجيش الإسرائيلي تبرير غاراته على مخيمات النزوح في غزة، باستهداف عناصر من حماس، لكن رئيس الأركان هيرتس هافيلي قال خلال زيارة إلى جباليا لن نتوقف، فالأمر يتعلق بإعادة الرهائن وضمان سلامة المجتمعات المحيطة في جنوب إسرائيل.
أما الرئيس الفلسطيني محمود عباس فقال أمس إن قطاع غزة يتعرض لنكبة ثانية وحرب إبادة، لكنه شدد على أن مخطط التهجير القسري الذي تنفذه إسرائيل لن يمر.