يرفضُ المسؤولون المعنيون في بروكسيل التسليمَ بمقاربة سلبيةٍ حيال َسلوك ِالادارة القادمة على الضفةِ الأخرى من الأطلسي لكي لا تتضررَ العلاقات ُالدقيقة بين الجانبين ، لان أوروبا تأملُ بأن يبقى التزامُ واشنطن تجاه "الناتو" والأمنِ الأوروبي قويّاً في ظلّ رئاسة ِترامب، لكن ذلك سيتوقفُ ايضا على زيادةِ الدول الأوروبّية لإنفاقها الدفاعي . والأرجحُ ان تشددَ أوروبا على ان تسمحَ واشنطن لأوكرانيا ان تحددَ بنفسِها توقيتَ المشاركةِ في عمليةِ التفاوضِ والشروطِ اللازمة لذلك، مع الدعوة الى استمرار منحِ كييف كلِّ الوسائل ِاللازمةِ للدفاع عن نفسِها.
والأرجحُ ان تشددَ أوروبا على ان تسمحَ واشنطن لأوكرانيا ان تحددَ بنفسِها توقيتَ المشاركةِ في عمليةِ التفاوضِ والشروطِ اللازمة لذلك، مع الدعوة الى استمرار منحِ كييف كلِّ الوسائل ِاللازمةِ للدفاع عن نفسِها.
وتتوافق ُغالبيةُ الأوساطِ الرسميةِ الأوروبية على أن اعادةِ انتخابِ الرئيس دونالد ترامب تمثلُ تحدياً لأوروبا وللعلاقات الأطلسية - الأطلسية.
لا يقتصرُ القلقُ على الموقف من حربِ أوكرانيا بل يتعداه إلى الاتجاه ِالاحادي الذي لا يأخذُ بعين ِالاعتبار ِ مصالحَ الحلفاء.
عندَ كل ِانتقال ٍفي البيت الأبيض، يبني الاتحادُ الأوروبي غالبيةَ حساباتِه في السياسة الخارجيةِ بالقياس لتوجهات واشنطن. ومن الواضح ِان الرهانَ على سياساتِ جو بايدن كان مبالغاً به لأن الولاياتِ المتحدةَ تبقى الولاياتِ المتحدة وثوابتُ سياساتِها لا تتبدلُ كلياً. والآن على ابوابِ بدء ِالولاية الرئاسيةِ الجديدة، سينفذُ دونالد ترامب ما كانَ يقولُه عن سياستهِ الخارجية التي سترتكزُ على: رفضِ التبادل التجاري الحر ، الاحاديةِ ، ادانةِ المنظمات الدولية والدبلوماسية المتعددةِ الأطراف والجنوب الصاعد، كرهِ الاتحاد الأوروبي ببساطه لانه يسجلُ فائضا في مبادلاتهِ مع الولايات المتحدة ،ممالأةِ الاستبداديين الاقوياء عدمِ الاهتمام بمخاطر النفوذ الروسي في أوروبا، انكارِ التغييرات المناخية وآثارها، اللامبالاةِ تجاه َطبيعة الأنظمةِ السياسية . ويبدو ان الإعلانَ عن التعييناتِ الاولى في الادارةِ يؤكدُ هذه التوحهات.
هكذا يعتبرُ الأوروبيون انهم سيعانون من حقبةِ ترامب. لكن بالطبع لن يشملَ ذلك صديقهَ الرئيس الهنغاري فيكتور أوربان الذي يعزفُ على نفس الوتر، او رئيسةَ وزراء إيطاليا جورجيا ميلاني التي ستحاولُ لعبَ دور الوسيط ِ بين الولايات المتحدة والمؤسسات الأوروبية.
في عالم ترامب، سيكون هناك رابحون في المشهد السياسي الأوروبي وخاصة احزابُ اليمين المحافظ وأحزابُ أقصى اليمين التي ستحاولُ الاستفادةَ من تفاعلات ِعودةِ الترامبية من اجلِ تعزيزِ مواقعِها او حصد نجاحاتٍ جديدة على المنوال الاميركي.
يتهيبُ الاتحادُ والعالمُ صدمةَ رجوع ِصاحبِ الشعر الذهبي إلى المسرح الدولي ، لانه يؤمنُ بان مصاعبَ امريكا تأتي بسببِ النخب ومصادرِها الهجرة والعولمة والتزامات ِواشنطن الخارجية. يبقي ترامب على التزامهِ بالجيش القوي فقط لكن ذلك لن يضمن بقاءَ بلادُه قوة ًعظمى ، وستكون تلك مشكلتُه. اما مخاوفُ أوروبا فلا تعالجُ من دونِ معالجةِ ازمتِها البنيوية وتحولِها إلى قطبٍ جيوسياسي قادر.