تراقب الدوائر الدبلوماسية مسلسل التعيينات والترشيحات، التي يعلنها الرئيس المنتخب دونالد ترامب لأعضاء إدارته، وأظهر معظم الأسماء توجها إلى اليمين المتشدد، المؤيد للعقيدة الترامبية أميركا أولا.
ويفيد محللون أميركيون بأن خيارات الرئيس تراوح بين مكافأة الذين ظلوا موالين له، وتقريب جمهوريين لم يكونوا معه، لكنهم غيروا مواقفهم.
وتنصب التساؤلات عما إذا كان هؤلاء يدعمون فعلا إعلان ترامب عزمه على إنهاء الحروب، رغم أن خلفيات مستشار الأمن القومي مايك والتس، والمرشحين للخارجية ماركو روبيو والدفاع بيتر هيكس، وكذلك المرشحين للمناصب الأمنية والسيادية، لا توحي بسياسات صديقة لروسيا أو استعداد لتزكية الاحتلال الروسي للأراضي الأوكرانية، لكنها في الوقت نفسه كانت منتقدة بشدة للإنفاق العسكري الضخم لدعم أوكرانيا في حربها، من دون أن تعلن إدارة جو بايدن عن استراتيجية واضحة بالنسبة إلى إنهاء الحرب.
غير أن المراقبين المعنيين بالشرق الأوسط يجدون أن القاسم المشترك بين جميع وزراء ترامب وموظفيه في المناصب العليا، هو تأييدهم المطلق لإسرائيل وعدائهم المعلن لإيران، فجميعهم يصطفون مثلا، وراء دعوة ترامب نفسه، رئيس الوزراء الإسرائيلي للانتهاء من المهمة في غزة ولبنان في أسرع وقت، كما أنهم سبق أن أعلنوا مواقف مؤيدة للأنشطة الاستيطانية والخطاب المتطرف الذي يدعو إلى فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية.
وفي هذا المجال جاء تعيين مايك هاكابي سفيرا في إسرائيل، وأليس ستيفانيك مندوبة للولايات المتحدة في الأمم المتحدة، واضحا في أهدافه، إذ كان هاكابي صرح سابقا بأنه لا يوجد شيء اسمه الضفة الغربية ولا مستوطنات ولا احتلال.
أما ستيفانيك فليست أقل عداء للأمم المتحدة من إسرائيل، وقد عرفت خصوصا استجوابها الحاد لرؤساء الجامعات في الكونغرس، وطلبها قمع تحركات الطلاب الداعمين لوقف الحرب على غزة.
أما ما يوضح أحد توجهات ترامب فهو تعيينه لرجل الأعمال وقطب العقارات ستيف وتكوف مبعوثا خاصا في الشرق الأوسط، وسبق لوتكوف أن أعلن إعجابه بالواجهة البحرية لغزة واستعداده للاستثمار فيها.