في العاصمة الأمريكية واشنطن يسعدنا أن نستضيف الأستاذ نهاد عوض المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية كير.
إيمان الحمود
سؤالنا الأول وهو غداة هذا الاستحقاق الانتخابي التاريخي في الولايات المتحدة وفوز دونالد ترامب كرئيس، الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية، سؤالنا هو كيف صوتت الجاليات المسلمة هنا في الولايات المتحدة؟
هل هناك من مؤشرات، من أرقام تشير إلى ما الذي حدث في هذا الاستحقاق بالنسبة لهذه الجالية؟
نهاد عوض
هناك حوالي اثنان ونصف مليون مسلم ناخب ومسجل، وهذا هو الأعلى في تاريخ المسلمين الأمريكيين، حسب القوائم الفدرالية التي حصلنا عليها.
وبسبب الغضب على سياسة إدارة بايدن وكامالا هاريس تجاه حرب الإبادة على غزة، والدعم اللامشروط واللامحدود العسكري والسياسي والدبلوماسي، بل شيطنة الجانب الفلسطيني من قبل إدارة بايدن، وحتى عدم استعداد كامالا هاريس بتقديم أي وعود ولو كانت لفظية، هذا سبب عزوف، بل نزوح دعم المسلمين الأمريكيين لمرشح الحزب الديمقراطي إلى دعم مرشحة الحزب الخضر جيل ستاين.
واليوم قمنا باستطلاع رأي كيف صوت المسلمون الأمريكيون، 58% صوتوا لصالح جيل ستاين، 23% صوتوا لصالح ترامب، وفقط 18% صوتوا لصالح كامالا هاريس، وهي تعتبر أكبر خسارة للحزب الديمقراطي من قبل المسلمين الأمريكيين، الذين تعودوا تقليديا بدعم مرشحي الحزب الديمقراطي على الأقل خلال العشرين سنة الماضية.
إيمان الحمود
هل يمكن القول بأن الصوت المسلم في الولايات المتحدة الأمريكية لعب دورا في هذه الانتخابات يعني له ثقل في هذا الاستحقاق الانتخابي؟
نهاد عوض
لا أحد يشك في ذلك، بل بالأمس، عندما كنت أتابع وسائل الإعلام الأمريكية، كانت دائما الإشارة واضحة إلى وجود صوت العرب والمسلمين خصوصا في ولاية ميشيغان، وكذلك أن قضية الحرب على غزة هي قضية أرقت فئة الشباب حول الولايات المتحدة، وذكروا أيضا المظاهرات وأعمال الشغب والاحتجاج التي تمت في العديد من أرقى الجامعات الأمريكية.
هذا أعطى مؤشر واضح على أن حملة كامالا هاريس لم تكن منسجمة أو متناغمة مع فئة الشباب في الولايات المتحدة، الذي يهمه قضية حقوق الإنسان، وقضية الشعب الفلسطيني والظلم الذي يقع تحته.
إيمان الحمود
هل يملك ترامب مفتاح الحل لهذه الأزمة بالنسبة للمسلمين؟
نهاد عوض
الحقيقة هناك أكثر غضب من كامالا هاريس، وعدم التأسف على خسارتها من الاستبشار بأجندة دونالد ترامب.
الذي تميز وتفوق به دونالد ترامب على كامالا هاريس في هذه السنة، أنه تجاوز بعض الخلافات والعداء ضد العرب والمسلمين، وأدرك أن مصلحته تقتضي من أن يذهب إلى ولاية ميشيغان ويلتقي عمدة مدينة هامترامك، وكذلك بعض الأئمة، واستطاع أن يتجاوز هذه الخلافات، وهو يطمئنهم على أنه سيكون أول من ينهي الحرب في أوكرانيا، وسيساعد في إنهاء الحرب في الشرق الأوسط أو الحرب في غزة.
هذه تعطي نوع من التطمينات على أنه أولا لن يستهدف العرب والمسلمين في موضوع حظر السفر، لأنه أدرك أن مصلحته تقتضي أن يعيد بناء هذه الجسور مع الجالية المسلمة.
ثانيا أنه لا يؤمن بفكرة الحروب، وهو بالفعل خلال إدارته السابقة لم يشرع بحروب بل حاول إطفائها. القضية الأخطر هي قضية الهجرة وكيفية التعامل معها.
إيمان الحمود
هذا هو السؤال تحديدا، المهاجرين، الهجرة غير الشرعية، ربما العالم الإسلامي هو أكثر مناطق العالم المتأثرة بهذا الملف.
نهاد عوض
وكذلك الدول جنوب أمريكا اللاتينية، هناك خليط.
نحن أيضا مع فكرة أن كل مهاجر يأتي الولايات المتحدة يجب أن يتم بطريقة قانونية وشرعية، هذا أفضل للجميع.
نحن سنقف أمام أي محاولة تهجير جماعي لمن لم يحوزون على وثائق قانونية، وسيكون هناك بعد إنساني أو استهداف أي أقليات بسبب دينها أو عرقها، هذا التزام منا كمؤسسة في مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، وأيضا كجزء لا يتجزأ من نسيج الأقليات الأمريكية.
إيمان الحمود
كيف سيبدو شكل العلاقة بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض؟
نهاد عوض
ترامب هو شخص يعيدنا، ولو بدرجة، إلى الشخصنة والمحسوبية كما قام بها، وعدم الالتزام بالمؤسسية الأمريكية وأحجار الزاوية الديمقراطية، لكنه عله يتعلم من أخطائه في الماضي، وسيلتزم باستقدام أصحاب الكفاءات وليس أصحاب العلاقات إلى الحكم.
أخيرا نحن دائما نتطلع إلى تصحيح مسار السياسة الأمريكية الداخلية والخارجية، وأن تكون علاقة الولايات المتحدة بالعالم العربي والإسلامية مبنية على توافق المصالح وليس الاستغلال أو دعم الديكتاتوريات أ